السلطة الرابعة الغائبة في كوردستان (اغتيال حُماة الكلمة الحرة ) !

 

ما اضعفهم امام الكلمة الجريئـة ، امام الفكر، امام الحقيقة !

انها حقيقة قائمة بحد ذاتها وليست نظرية طوباوية او اتهاما او تجنيا على حقوقهم او كيانهم او سلطتهم !

ارى في صدر احتجاجي ،  ان اطلق ولو جزء يسير  مما اثار الغصة والشجن في صدري وفي صدر كل من يدرك معنى الانسانية وقيمة الكلمة الحرة ، وان اطلق الحقيقة الواقعة والمنصفة التي بدأت تلحق بنا (الكورد ) الهزائم الواحدة تلو الاخرى والانكسارات التي لا تعد ولا تحصى  ، مما نتج عن قصورنا وحماقاتنا واخطاءنا المتعاقبة ، ما مكن الغزو الخارجي والصدامي وكل المتحاملين علينا ، التصيد بالماء العكر كما يقال ..

ذواتٌ مريضةٌ تتعالى منها ادخنة الانانية والعنجهية القاتلة ، باشراف كوابيس ظلامية  مرعبة ، عبارة عن نسخ مصورة للنظام الشمولي القمعي الرمز ! لذا ، يبدو ان الحنين يعاودهم بين الفينة والاخرى لثكنات  التفنن في تقطيع البشر في مقاصل الطاغية ..

بهذا الوصف الحقيقي لتراجيديا كوردستان ، بامكاننا القول :

وتستمر معاناة الصحفيين في كوردستان الحرة ! ، في مواجهة الموت والمجازر التي تطلّ كل فترة على سفك دماء جديدة وقطع اصوات حرة جديدة ..

 مما يجدر ذكره ، ان اغتيال الصحفي المغدور (سردشت ) وما سبقه من اقرانه من اعتداءات بكل انواعها من اغتيال واعتقال وقمع وتهديد وترهيب  ليس الا ، (انتكاسة لتطور حرية التعبير عن الراي والتراجع الملحوظ للديمقراطية نحو الحضيض في الاقليم) ..

لا شك ان السلطة الرابعة في كوردستان الحرة ! اليوم ، ينبغي ان تكون السلطة الفعالة  والحقيقة الحية الناقدة والحارسة لنظام يدعي الحرية والنزاهة والاستقلال . . لكنها اثبتت العكس تماما ، فتريد بها التعبير عن الرأي زيفا ً للواقع الحي ، وزورا ً وتزويرا ً للتاريخ ، وقلبا ً للحقائق والقيم والموازين .. انها اللوحة المشوهة ، المزيفة ، العارية من اي لون من الوان الديمقراطية ..

اصبحت الكلمة الحرة في كوردستان اليوم كما الصومال كما تركيا كما ايران  ، مقامرة ومغامرة  ،تعرّض بطَلها اما للتغييب او الاعتقال او الاغتيال او الاقصاء او قطع اللسان وشلّ  القلم ..

ليس ثمة جريمة ارتكبها الفقيد عندما انتقد الفلتان الاداري والسلطوي واشار باصابع الاتهام للجهات المسؤولة وحملها المسؤولية وباسلوبه التهكمي السلس والبليغ ، ما كان يراه غير صحيحا وغير عادلا او مناهضا لمواثيق الانسانية وقيمة الشعوب ، او اللا احترام لمبادئ الديمقراطية واهلها ..

من المخجل والمؤسف بحق  ،اغتيال رجل عادي كان يمارس مهنته المقدسة ليطلق تهاويل الحقيقة الجريئة غير مساوما ، على غرار كل الذين سبقوه الى جنان الخلد ، ممن تناولوا معاناة وقضايا شعبهم  المتمثلة باللاحرية واللانزاهة واللا قضاء واللاعدالة  ، بل كلهاليست اكثر من حروف متنفذة بالصوت والحبر  والاعلام لا غير . يُغتال المفكر  الصادق والكاتب الامين والمناضل المستقيم مع قضية شعبه وامته ..

واخيرا اقول لمن يعنيه الامر:

ان كل ما جرى ويجري ليس الا خلل في نفوسكم  ، وصفوفكم ، لقد اسقطتم المبادئ عن عرشها ، اعيدوها الى مكانها  ... فالديمقراطية انضباط لا فوضى ، والتزام لا تسيب ...

 انها من الخسة ان نترك هذه المآسي دون نكير او تذكير او تحقيق الحق وابرازاللاحق ...

يقال للدابة حين لا يربطها حبل  او قيد ، انها سائبة ، او (حبلها على غاربها ) ، تنطلق كيفما ومتما تشاء .. فماذا يقال للجماعة حين لا يربطها قانون او قضاء او كلمة ولا تضبطها حدود . ؟

يستحيل لنا ابدا ابدا ، بناء دولة حضارية حديثة عبر هذه التصرفات الشائنة ، وان يقوم لنا مجتمع مجرد عن السلوك الصحيح ، لاعادة البناء واحترام دعائم القيم الانسانية ، غير ذلك انه طريق التلاشي والفناء ...

عليكم دراسة الاسباب التي جعلتنا في هذا المستوى بانّاة ، لانها اسباب جهالة محضة وامراض العظمة والامتياز فضلا عن ثغرات وفجوات الشعور بالنقص الغائب الحاضر ، بينما كان الكورد في عهد البارزاني الخالد يصنعون اجيالا عارمة قادرة على المحو والاثبات ، تميز الحقائق وتحترمها مستذكرة ماضيها ومآسيها وويلاتها مقدرة تاريخها العريق ..

ان استهداف الاعلاميين عامة امر مرفوض  ، وقد ادركت خطورة هذا ، الشعوب والامم منذ القدم ، ومنذ سن القوانين والتشريعات للحد من تلك الانتهاكات . وبما ان الصحافة مرآة المجتمع وحقيقته (، فاغتيال رجالها  اغتيال شعب بكامله) (آدم الازهري) محلل سياسي ..

لقد سقت هذه النماذج لتعرفون اين انتم ، واين نحن من دنيا الناس ...

واقول للشهيد المظلوم (سردشت)  وكل ضحايا الكلمة الحرة :

لا تجزعوا ~ ان خذلكم مَن يؤمن بما تقولون

لا تفزعوا ~ ان هاجمكم مَن يفزع بما تقولون

بل   احزنوا ~ان لم تصل رسالتكم الى من انتم قاصدون

ايها المجد:

اننا في ذكراك سنحتفي

وبك سنحتفل

وسيلقاك اهلوك ومحبوك وشعبك لا للعزاء او الرثاء

بل للابتهاج بيوم عرس الاحرار

والتنويريين والابطال

سنحتفل ، بيوم ، مَن حمل الامانة

ورفض الخيانة

وادعى الشهادة مسبقا

على رماح الكلمة

وسياط الحقيقة ~

ايها البطل :

 ان مقياس الشجاعة  ـ عداء الجبناء

ان مقياس الرفعة ـ عداء الوضعاء

ان الرصاص ـ خير تعبير لمنتهى الضعف

اطمئن ايها المقدام ،  سنبدأ السطر  بعد ان وضعت النقطة ، لن ندعهم في غي فكرهم وخيبة منطقهم ،

 فانك خالد في قلوب كل الشرفاء

ايها الجليل ، اغتيالك انتكاسة اخلاقية وانسانية ثبتت في تاريخهم ، انك رحلتَ ، لكنك لم تمُت ،ْ

ورحيلك ليس نهايةالمجرة ،

فانت (باقٍ واعمار الطغاة قصار)  (الجواهري) ..

واقول لهذا المنبر العالي (صوت كوردستان) شكرا لجهودكم ومساعيكم للبحث عن الحقيقة كيفما واينما وجدت ..

وشكرا لكل احرار العالم الذين يسعون لخدمة الكلمة الحرة ...

سندس سالم النجار